أعلنت السلطات في فنزويلا حدادا رسميا لمدة سبعة أيام على وفاة
الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. وقال وزيرالخارجية الفنزويلي إلياس خاوا، إن
جثمان الرئيس هوغو تشافيز سيسجى اعتبارا في قاعة الأكاديمية العسكرية في
كاراكاس "مهد الثورة البوليفارية" قبل تشييعه في مراسيم وطنية غدا الجمعة.
وأحدث إعلان وفاة تشافيز حالة "هيجان" كبيرة لدى شعبه، فقد كان محبوبا
للغاية، وتواترت التصريحات الرسمية، متهمة اعداءه التاريخيين بالوقوف وراء
إصابته بالسرطان، كما طالبت تصريحات أخرى بضرورة القيام بتحقيق عاجل لمعرفة
أسباب وملابسات الإصابة بالمرض والوفاة..الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الجزائري للشروق: تشافيز مات لكن نضاله لن يموت رحيل
الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أول أمس الثلاثاء بعد معاناة مع مرض السرطان،
كان خسارة كبيرة لاشتراكيي الجزائر أيضا الذين لازالوا على عهده يناضلون،
متشبعون بمبادئه وانجازاته وأفكاره.
وكانت الجزائر ورغم البعد الجغرافي واحدة من الدول التي استهوت
الزعيم الفنزويلي وقرر زيارتها، ثم أطلق اسم الأمير عبد القادر الجزائري
على ساحة بكاراكاس، ونصبوا فيها تمثالاً للأمير الثائر قبل عام، رداً على
بادرة قامت بها الجزائر في 2009 حين رفعت نصباً تذكارياً في العاصمة لسيمون
بوليفار، المعروف بمحرر سبع دول أمريكية لاتينية من الاستعمار الإسباني في
بداية القرن التاسع عشر.
أفشل مخطط شكيب خليل وأطلق اسم الأمير عبد القادر على ساحة بكاراكاس عبر محمد رشيدي، الأمين العام السابق لحزب العمال الاشتراكي، عن
أسفه لخسارة الشعوب لهذا الرمز الذي يمثل المقاومة ضد تسلط الامبريالية
الرأسمالية "تشافيز لن ينتهي، لأن فكره خالد ،يمثل أمل إعادة بعث البديل
الاشتراكي في القرن21 كبديل علمي للرأسمالية التي تعاني أزمة فائقة.
فقدان هذا المناضل يذكرنا بشيغيفارا الذي لم يمت ولايزال رمزا
إنسانيا. والأزمة الاقتصادية وغليان الشعوب الثائرة من اجل التغيير خير
دليل على ان الرأسمالية في مأزق، لأنها عجزت عن الإجابة عن مشاكلها.. وشعار
الثورة في مصر مثلا كان بداية كرامة المواطن والعدالة والمساواة وهي مبادئ
الاشتراكية".
وكانت بعض الأخبار قد تداولت على نطاق واسع سنة 2006 عندما تراجع
الرئيس بوتفليقة عن قانون تقنين المحروقات الذي جاء به شكيب خليل والذي
تزامن مع زيارة تشافيز للجزائر أن هذا الأخير لعب دورا في إقناع بوتفليقة
في العدول عن القانون الذي أمضى عليه وزكاه.
علق رشيدي للشروق "تشافيز عنده مواقف ثابتة في استرجاع الثروات،
ربما ليس تشافيز من يملي على الجزائر قراراتها ولكن قد لا نستبعد انه أدلى
برأيه، لأنه مستميت في الدفاع عن الثروات وحقوق الشعوب. ولا يجب ان ننسى
المقاومة التي لقيها القرار أنذاك منا كتيار اشتراكي".
.تشافيز... يكن العداء لأمريكا واسرائيلولد
هوجو تشافيز في 28 يوليو 1954 بمنطقة سابيناتا في ولاية باريناس الواقعة
في جنوب غرب فنزويلا، ونشأ في أسرة متواضعة، وقد تزوج من ميرازابيل دو
شافيز وله خمسة أولاد، وهو معروف بحبه الشديد للقراءة.
وفي عام 1970 التحق هوجو تشافيز بالأكاديمية العسكرية في العاصمة
الفنزويلية كاراكاس وحصل على شهادة في العلوم والفنون العسكرية، وفي 1982
أسس تشافيز "الحركة الثورية البوليفارية 200" وفي 1992 ترأس حركة الضباط
الشباب للقوات المسلحة ليعلن تمرده على نظام اجتماعي وسياسي كان يوصف
بالظلم والفساد.
وفي 6 ديسمبر 1998 تم انتخابه رئيسا لجمهورية فنزويلا بنسبة تفوق
56 في المئة من الأصوات، وتمت تزكية الدستور الفنزويلي الجديد سنة 1999
بنسبة 4.71 في المئة من الأصوات؛ فأعقب ذلك بالتالي انتخابات رئاسية جديدة
فاز بها، مما مكنه من البقاء على رأس الدولة لست سنوات إضافية.
وذاع صيت الرئيس هوجو تشافيز بفكرته التي تقترح حلا ثالثا بين
الشيوعية "غير الواقعية" والرأسمالية "الوحشية"، وذلك في محاولة منه لإجراء
تصحيح في بلد يضم الكثير من المحرومين مقارنة بالطاقات البترولية
والصناعية الكبيرة التي يزخر بها.
ويوصف الرئيس الفنزويلي بأنه كان صاحب شخصية مؤثرة وكان يعتبر
نفسه بمثابة "جندي الشعب" و"الوارث الروحي" لبطل الاستقلال سيمون بوليفار.
ولهوجو تشافيز مواقف غير تقليدية على صعيد السياسة الخارجية،
وخاصة فيما بتعلق بإسرائيل، فبعد العدوان الإسرائيلي على غزة 2009 أعلنت
حكومته أن السفير الإسرائيلي شخص غير مرغوب على الأراضي الفنزويلية، ثم تم
طرده من البلاد، وسحب تشافيز السفير الفنزويلي من إسرائيل وأعلن أنه خفض
مستوى التمثيل مع تل أبيب إلى حده الأدنى لقوله أنه لا فائدة من التعامل مع
إسرائيل.
وكغيره من حكام دول العالم الثالث، تشبث تشافير بكرسي الرئاسة من
منطلق أن الشعب متشبث به، حيث "خاط" الدستور وفق هواه، ففي سنة 2009، أجرى
تعديلا في الدستور أتاح له ولاية رئاسة ثالثة عام 2012.
كانت قد أجريت لتشافيز عمليات جراحية في كوبا لعلاجه من مرض
السرطان، وعاد إلى فنزويلا خلال الشهر الماضي، ولكنه لم يظهر علانية منذ
ذلك الحين، واتهمت الحكومة الفنزويلية أمريكا بذلك، وقبل يومين من وفاة
تشافيز أعلن نائبه طرد مسؤولين في السفارة الأمريكية من كاركاس.
.تشافيز أحب الجزائر وعشق مسيرة هواري بومدينيمكننا
الجزم، بأنه لم يسبق لرئيس دولة أجنبي وأن أحب الجزائر مثل الرئيس
الفنزويلي، هيغو تشافيز الذي قال باسما مرة في الجزائر، بأنه من مواليد 28
جويلية 1954 الذي يصادف شهر عيد استقلال الجزائر وسنة ثورتها، وهذا دليل
على أن الرجل يحفظ تاريخ البلاد، وفي عام 2005 زارته قناة الجزيرة في مكتبه
وأجرت معه حوارات مطولا، كانت بدايته عن الجزائر، عندما استدار نحو الجدار
الموجود خلف مكتبه، وراح يشرح للصحافي اللوحة الزيتية البديعة التي تزيّنه
بالقول أنه تحصل عليها من الجزائر، ويعتبرها أجمل ما شاهد في حياته.
تشافيز الذي رحل عن الدنيا أول أمس اقترب من اللوحة التي تمثل
فارس جزائري يمتطي حصانه، وراح يقرأ من عينيه تعطشه للتضحية في سبيل
الجزائر التي زارها في أربع مناسبات، منذ أن تسلم هو والرئيس بوتفليقة زمام
الرئاسة في نفس السنة 1999، ولـكن مسار الرجل بُني على معاداة
الامبريالية، فقد كان عاشقا لمسيرة هواري بومدين، وهو الوحيد الذي أعلن
الحداد بعد مقتل معمر القذافي، ردا لجميل الزعيم الليبي السابق الذي أطلق
إسم تشافير على ملعب كرة قدم، قبل أن يتم تغييره بعد مقتل معمر القذافي.
كما كان يزور العراق باستمرار، ويلتقي بالرئيس الراحل صدام حسين،
وأشهر صورة مازالت في الأذهان حدثت عام 2000 عندما قاد صدام حسين سيارة
سياحية في شوارع بغداد، وكان إلى جانبه الرئيس الفنزويلي الراحل، واعتبره
الجزائريون رمزا للبطولة، أثناء الاجتياح الإسرائيلي لغزة عندما طرد السفير
الإسرائيلي، في الوقت الذي لم يحرّك الرئيس المصري السابق حسني مبارك
ساكنا، وهو ما جعل إسمه يطلق على شارع في بيروت ويطلق حتى على مواليد من
غزة.
ويحسب للرجل أنه في عام 2003 عندما زار الجزائر لدعوتها لاجتماع
أوبيك الذي احتضنته كاراكاس، وكان قانون المحرقات القديم في طريقه للتطبيق
بقيادة وزير الطاقة السابق شكيب خليل الذي فتح أبواب الاستكشافات
والاستثمارات للأجانب من دون أدنى نسبة للجزائر، ولكن تشافيز في جلساته مع
الرئيس بوتفليقة، نبهه إلى هاته النقطة التي أرجعت للجزائر النسبة السيادية
والاقتصادية أيضا 51 بالمئة وهذا باعتراف خبراء اقتصاديين في ذلك الوقت.
.لحسن لحريطن مستشار بالرئاسة الصحراوية للشروق:جبهة البوليساريو خسرت حليفها وحاضنها القويأكد
أمس لحسن لحريطن، مستشار في الرئاسة للجمهورية الصحراوية أن جبهة
البوليساريو فقدت واحدا من أكبر داعميها بأمريكا اللاتينية وهو من أعلن
صراحة عشية انتخابه للمرة الأولى لرئاسة فنزويلا أنه سيكون صوتا للجبهة في
مختلف المنتديات الدولية وكذلك فعل إلى آخر أيام حياته.
"للأسف، فقد الصحراويون
وعديد الشعوب التواقة للحرية، تشافيز رجل ذو مبادئ ثابتة. بعد وصول تشافيز
إلى الرئاسة تقوى الدعم الفنزويلي للقضية الصحراوية التي اعترفت بها
فنزويلا في ثمانينات القرن الماضي. تطورت العلاقة وساهم تشافيز في بناء
المدارس والنهوض بالتعليم ورعى دفعات طلابية إلى امريكا اللاتينية. دعم
مادي في حدود الممكن لقضية الشعب الصحراوي لن ينسى لهذا الزعيم الراحل".
خلال فترة رئاسته لفنزويلا، استطاعت جبهة البوليساريو أن تنعش
تواجدها وتقويه بمنطقة أمريكا اللاتينية بعد أن عرف تقلص حضورها بشكل لافت
نهاية تسعينيات القرن الماضي خصوصا مع وصول الاشتراكيين المغاربة إلى الحكم
وقيام عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول أنذاك بجولات مكوكية لدى رفاق
الأممية الاشتراكية من أجل حثهم على الأقل على تبني مواقف متوازنة إن لم
تكن مساندة للمغرب، وهو ما سجل بالفعل مع تقلص الدول المعترفة بالبوليساريو
وتجميد مجموعة أخرى لاعترافها، غير أن صعود هوغو تشافيز إلى كرسي رئاسة
فنزويلا وتبنيه لأحزاب اليسار بأمريكا اللاتينية مكن البوليساريو من التوغل
بقوة في المنطقة.
.قال إن بلير بيدق الأمبريالية ورئيس المكسيك جروها وتغنى بكرهه لهيلاري كلينتونهذه شتائم تشافيز لزعماء الغرباستخدم
الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو شافيز أحياناً لغة غير دبلوماسية، خاصة مع
الولايات المتحدة وحلفائها التي تشكل هدفاً لغضبه عادةً. ومن أشهر كلمات
شافيز الغاضبة غير الدبلوماسية:
سخر من بوش وقال إن رائحة الكبريت تملأ المكانفي الأمم المتحدة عام 2009، رحب شافيز بحذر بالإدارة الأمريكية
الجديدة عقب انتخاب إدارة الرئيس باراك أوباما. وقال وهو يتلفت حوله: "لم
نعد نشم رائحة الكبريت كما اعتدنا، لقد حلت محلها رائحة الأمل ويجب ان
نستشعر هذه الرائحة الجديدة في قلوبنا". وكان شافيز قد وصف الرئيس الأمريكي
السابق جورج دبليو بوش عام 2006 بأنه "شيطان"، وقال إن رائحة الكبريت تملأ
المكان.
وصف رئيس المكسيك بجرو الإمبريالية الأمريكيةفى عام 2005، وصف شافيز نظيره المكسيكي فيسنت فوكس بأنه "جرو
الإمبريالية الأمريكية الصغير". وقال "انه لأمر محزن أن نرى خيانة هذا
الرئيس.. من المحزن ان يقوم رئيس لشعب رائع مثل المكسيك بدور الجرو
للامبراطورية الأمريكية.
أنت بيدق وبلا أخلاق.. اذهب إلى الجحيم يا بليرلم يفلت توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق من لسان شافيز
الحاد.. ففي عام 2006، طالب بلير فنزويلا باحترام قوانين المجتمع الدولي.
ورد شافيز بأن هذه القوانين قد انتهكت بالفعل عندما احتلت العراق. وقال
شافيز: "لا تكن غير أخلاقي يا سيد بلير.. فأنت شخص بلا اخلاق.. ليس لك الحق
في انتقاد الآخرين فيما يتعلق بقوانين المجتمع الدولي.. انك بيدق
للامبريالية الذي يحاول تملق بوش، وأنت الرجل الأول في القتل والاغتيال
الجماعي على هذا الكوكب.. اذهب مباشرة إلى الجحيم يا سيد بلير".
قال مغنيا "هيلاري كلينتون لا تحبني وأنا لا أحبها"في منتصف خطبة ألقاها في يونيو 2010، بدأ شافيز في دندنة مقطع
غنائي تقول كلماتها: "هيلاري كلينتون لا تحبني.. وأنا أيضا لا أحبها"،
واعتبرها النسخة الشقراء لكندوليزا رايس. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية
في جولة في أمريكا اللاتينية عندما انتقدت حكومة شافيز في مقابلة تلفزيونية
في الأكوادور.
.